في أحد المراكز الصيفيّة كان المركز في إعلانه قد طرح شعار الحب،
وفي محتويات هذا الشعار كان حب الله وحب الرسول- صلى الله عليه وسلم- وحب الصحابة، والمحبة الأخويّة الإسلاميّة.
وجميل أن تتفهم الفتاة طبيعة المشاعر، وأن توجهها وجهةٍ ترتقي بنفسها وبروحها، وتتفهم أين تقع في خريطة الإسلام، وأن تعرف مقتضيات هذه المحبّة ومتطلباتها، وتعرف ما الخسارة التي تجنيها إن جعلت قلبها مرتعًا للأهواء، وجلبةً للأدواء، ومحلاً للابتلاء.
وقد دعيتُ إلى هذا المركز كي أُقيم ورشة عمل عنوانها: "أسرة يحبها الله"،
وبعد عرضٍ للآيات الكريمة التي تبين صفات أحباب الله، وهم كما هو معلوم التوابون والمتطهرون والصابرون والعادلون والمحسنون والمتقون .....
قسمتُ الطالباتِ إلى مجموعاتٍ، وجعلتُ مع كل مجموعةٍ صفة من صفات مَن يحبهم الله لتتقصّى الطالبة آثار هذه الصفة في أفراد الأسرة، وعلى الأسرة بشكل عام، واختارت كل مجموعة مقرِّرَة لها، وأوضحت لها أن تأخذ كل رأي، وأن تسهم كل فتاة برأيها مهما كان نوعه
وكانت نتيجة هذه الورشة إيجابية، حيث التحم أعضاء كل مجموعة بالتشاور والتحاور، واستطاعت المقررة أن تعرض ما لديها من أفكار جمعتها من أفراد المجموعة، وكان يسمح بالمداخلات أثناء العرض
وهذه بعض ما قدمته الفتيات من أفكار حول صفات أسرة يحبها الله، أذكرها كي نحرص على وجودها لدى أفراد أسرنا لنكون ممن يحبّهم الله
عن صفة العدل :
قيل إنها صفة يحبها الله، وجميل أن يتصف بها أفراد الأسرة ليكونوا أحبابًا لله، وكم يسعد الأبناء حيث يتصف آباؤهم بالعدل، ويلاحظ الأبناء أن العدل بين الأبناء يكون بتحكيم العقل إذا عرض الأبناءُ خصومتهم على والديهم!، وتكون الأسرة بسبب العدل متماسكة، ثمّ ينتقل العدل إلى المجتمع فيصبح متماسكًا
ومن ظلال محبة الله للتوابين :
ذكرت الفتيات أن أفراد هذه الأسرة لا يسترسلون في المعاصي، بل هم ينأون عنها ويتوبون إلى الله من الذنب ويستسمحون من بعضهم، ويعتذرون عن خطأهم إن كان في حق أحد أفراد الأسرة، فلا نجد في الأسرة ابنًا أو ابنةً عاقةً، ولا زوجةً خارجةً عن طاعة زوجها، ولا أحدًا يأخذ حقَّ غيره، ولا فتاةً تفعل ما يغضب الله، ولا فتى يعيش كما يأمره هواه، فإن فعل أو فعلت سرعان ما تكون التوبة والأوبة
وعن صفة الطهارة :
التي يحب الله المتصفين بها قسمتُ الطالبات الطهارة إلى قسمين: طهارة ماديّة، وطهارة معنويّة
أمّا الطهارة المعنوية فتجعل التعامل بين أفراد الأسرة يتم بصدقٍ وإخلاص، وتُنِّمي الرقابة الذاتيّة وتجعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يسري بين أفراد الأسرة، كما تدفع الطهارة المعنويّة أفراد الأسرة الى التنافس بينهم على الإحسان، والإكثار من النوافل، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر فيما بينهم، كما تدفعهم إلى العمل الصالح، والتدرب على الصدق يؤدي إلى طهارة اللسان، والأمانة تطهر اليد، والنوافل تطهر الروح، ونظافة المكان والجسم تؤدي إلى طهارة القلب
وعن صفة الصبر وأثرها عند أفراد الأسرة :
ذكرت الفتيات أن أفراد الأسرة الصابرين يتحمل بعضهم بعضًا تقديرًا لظرفهم ومشاكلهم، ومنها الصبر على دعوة الأهل إلى فرائض الله، ومنها صبرهم على مصائب تحل بأحدهم أو بهم جميعًا، وتآزرهم حين وقوع المصيبة، وحث بعضهم بعضًا على الثبات وطلب الآجر من الله
نقلا عن إخوان أون لاين
بقلم: أ. عائشة جمعة[15-08-2005][ مكة المكرمة]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق