الأحد، 21 أغسطس 2011

مـ ـحـ ـط ـات فى فـتــح مـــكــة

  مـ ـحـ ـط ـات فى فـتــح مـــكــة  
فيها نستطيع أن ندرك تماماً قيمة الجهاد والاستشهاد 


والمحن التي وقعت من قبله. 


* إن شيئاً من هذا الجهاد والتعب والمحن لم يذهب بدداً، 


ولم ترق نقطة دم لمسلم هدراً،


ولم يتحمَّل المسلمون كلَّ ما لاقوه مما قد علمنـا في :


هجرتهم وغزواتهم وأسفارهم، لأنَّ رياح المصادفة فاجأتهم بها، 


ولكن كل ذلك كان وفق قانونٍ سماوي، 


وبحسب سنة الله في خلقه فكل التضحيات المتقدمة كانت تؤدي


أقساطاً من ثمن الفتح والنَّصر وتـلـك هي سنـة الله في عبـاده...

لا نصر بدون إسلامٍ صحيحٍ


ولا إسلام بدون عبودية لله، 


ولا عبودية بدون بذل وتضحية وضراعة على بابه وجهاد في سبيله.

* بعد أن أخذ رسول اللهصلى الله عليه وسلم  بالأسباب البشرية التي في استطاعته 
توجه إلى الله عز وجل بالدعاء والتضرع قائلا:
«اللهم خذ على أسماعهم وأبصارهم فلا يرونا إلا بغتة
 ولا يسمعوا بنا إلا فجأة»

وهذا شأن النبي صلى الله عليه وسلم في كل أموره؛
يأخذ بجميع الأسباب البشرية،
ولا ينسى التضرع والدعاء لرب البرية ليستمد منه التوفيق.


فالله عز وجل خالق الخلق أجمعين، وبيده مقاليد الأمور ومفاتيح الفرج،
 ولا يقع شيء إلا بعلمه وحكمته وإرادته،
 فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن،
وإن ما يحل بالمسلم خاصة وبالمسلمين عامة هو بإرادة الله عز وجل:
 إما بسبب ذنوبهم ومعاصيهم، وإما تمحيصاً لهم وابتلاء،
فمن نزل به هم أو غم أو ابتلاء فليلجأ إلى الله عز وجل،
 وليرجع إلى ربه ومولاه،
 وليعلم أنه لا يرفع الضر والبلاء إلا الله سبحانه وتعالى .

* وقد رأى المسلمون النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح يتواضع لله،
 حتى رأوه يوم ذلك ورأسه قد انحنى على رحله،
 وبدا عليه التواضع الجم،
 حتى كادت لحيته تمس واسطة راحلته خشوعاً،

وترقرقت في عينيه الدموع تواضعاً لله وشكراً.

تلك هي سمات الخلُق الإسلامي الرفيع في السلم والوفاء والتواضع،



ولكنه سلم الأقوياء لا سلم الضعفاء،

 ووفاء القادرين لا وفاء العاجزين، 

وتواضع العزة لا تواضع الذلة.

إن سلم الأقوياء القادرين هو السلام الذي يأمر به الإسلام،

أما سلم الضعفاء العاجزين فهو الاستسلام الذي ينهى عنه الإسلام.

ذلك ما ينبغي أن نتعلمه من فتح مكة:

 لحاضر المسلمين ومستقبلهم،

 لحاضر أفضل ومستقبل أحسن،

 وهي عبر لمن يعتبر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق