الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

نجــوم الـرضــا



عمـران بـن حصـين رضي الله عنه وأرضاه :

 هذا الصحابي الجليل الذي شارك مع النبي في الغزوات، وإذ به بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم يصاب بشللٍ يقعده تمامًا عن الحركة، ويستمرمعه المرض مدة ثلاثين سنة، حتى أنَّهم نقبوا له في سريره حتى يقضى حاجته، فدخل عليه بعض الصحابة.. فلما رأوه بكوا، فنظر إليهم وقال: أنتم تبكون، أما أنا فراضٍ.. أحبُّ ما أحبه الله، وأرضى بما ارتضاه الله، وأسعد بما اختاره الله،  وأشهدكم أنِّي راضٍ.

 عروة بن الزبير:

 فقد توفى ابنه وفاةً غاية في الصعوبة إذ دهسته الخيل بأقدامها، وقُطِعت قدم عروة في نفس يوم الوفاة، فاحتار الناس على أي شيءٍ يعزونه :
 على فقد ابنه أم على قطع رجله؟
فدخلوا عليه، فقال: "اللهم لك الحمد، أعطيتني أربعة أعضاء.. أخذت واحدًا وتركت ثلاثة.. فلك الحمد ؛ وكان لي سبعة أبناء.. أخذت واحدًا وأبقيت ستة.. فلك الحمد؛ لك الحمد على ما أعطيت، ولك الحمد على ما أخذت،
أشهدكم أنِّى راضٍ عن ربي.

السيدة صفية بنت عبد المطلب :

 والتي قُتل أخوها سيدنا حمزة بن عبد المطلب، ومثِّل به ومضغت هند بنت عتبة كبده، وجاء أبوسفيان ووضع الحربة في فمه وأخذ يدقُّها حتى تشوَّه وجهه رضي الله عنه.. استمع إلى ما رواه ابن إسحاق عن هذا المشهد، يقول: 
وقد أقبلت صفية بنت عبد المطلب لتنظر إليه،وكان أخاها لأبيها وأمها،
 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنها الزبير بن العوام: 
القها فأرجعها، لا ترى ما بأخيها،
  فقال لها: يا أمه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعى قالت: ولم؟ وقد بلغني أنَّه مُثِّل بأخي، وذلك في الله ، فما أرضانا ما كان من ذلك، لأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله؛ فلما جاء الزبير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره  بذلك، قال: "خلِّ سبيلها"، فأتته فنظرت إليه وصلَّت عليه واسترجعت واستغفرت. 

إن حسن فهم العبد لطبيعة علاقته بربه تعالى يريح قلبه، وإن معرفة العبد بأن الله الذي خلقه لا يريد به سوء أمر يطمئن فؤاده، وإيمان العبد بأن الله جعل له هذه الدنيا دار اختبار وامتحان من اجتازه بنجاح عبر إلى دار أخرى الخير فيها من الله عميم، ميزها الله وحببها لأهل الخير فقال عنها لأهلها فيما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
 ( ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أنتحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلاتبأسوا أبدا؛ فذلك قوله عز وجل: 
{ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون } رواه مسلم
وهنا ينتهي مكان الدنيا بما فيها من تعبٍ ونصبٍ ومرضٍ و...، لو أيقن العبد بذلك لكان في استقبال البلاء فرحا، إذ هو يرفع درجته عند الله إذا صبر،
 أفلا ترى إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإنَّ الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي له الرضا، ومن سخط فله السخط ) 
رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن
فدعنا نردد مع الشاعر قوله :
فليتـك تحلـو والحيــاة مريـرة *** وليتك ترضى والأنام غضابُ
وليت الذي بيني وبينك عامرًا *** وبيني وبين العالميـن خـرابُ
إذا صحَّ منك الودُّ فالكـلُّ هيـِّنٌ *** وكل الذي فوق التراب تـراب
اللهم ارزقنا حبك و حب من يحبك وحب اى عمل صالح يقربنا الى حبك اللهم اجعل حبنا اليك اقرب الينا من انفسنا و من اهالينا ومن الناس اجمعيناللهم اذق قلوبنا برد حبكاللهم لا تجعل فى قلوبنا حبا الا لك و لا تعلقا الا بك سبحانك لا نحصى ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسكاحبك ربى هذه الكلمة التى ندندن حولهااحبك ربى :
 لها مذاق ما أحلاه وما أجمله 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق