لقد سعد الشعب المصري بانحياز المجلس العسكري للقوات المسلحة له في ثورته المباركة في 25 يناير 2011، وائتمنه على حماية البلاد وحماية الشعب وتولي السلطة وإدارة شئونها لفترة مؤقتة، ريثما يتم انتخاب سلطة مدنية شعبية تتولى إدارة البلاد، ومعنى حماية الشعب حماية أرواحه ودمائه وأعراضه وأمواله وحرياته، ولهذا كانت صدمتنا عظيمةً حينما رأيناه يقتل المواطنين ويصيب كثيرين منهم في ماسبيرو وشارع محمد محمود، وأخيرًا في شارعي مجلس الشعب و قصر العيني، ولم تتم إدانة أي من العسكريين الذين أمروا أو نفذوا هذه الجرائم.
إننا نلاحظ أنه كلما هدأت الأحوال واتجهت البلاد إلى الانتخابات لتحقيق التحول الديمقراطي نجد من يشعل الفتنة ويثير الاضطراب في رغبة متكررة لمنع الاستقرار، وتعطيل مسيرة الديمقراطية وتسليم السلطة، وتصدر تصريحات مستفزة ومناقضة لكل المبادئ الديمقراطية من بعض لواءات المجلس العسكري، ويرفض المجلس أن يدينها أو يستنكرها.
إن الاعتصام السلمي حق دستوري، ولقد صرح الدكتور الجنزوري منذ أيام أنه لن يتم فض اعتصام أو تظاهر سلمي بالعنف أو حتى بالكلمة، واليوم نرى العدوان على المعتصمين الذي وصل إلى حد القتل وإصابة المئات دون أي مبرر.
إن حدوث هذه الأحداث المؤسفة في غمرة الاهتمام الشعبي بالانتخابات ونتائجها؛ إنما يلقي بظلال من الشك على إمكانية الرغبة في إتمامها أو الإقرار بحسن تمثيلها لقوى الشعب، مثلما صرح بذلك اللواء الملا.
إن جماعة الإخوان المسلمين، وكذلك الشعب المصري، سوف يتمسكون بحريتهم وسيادتهم وحقهم في حكم بلدهم والتصدي لكل المعوقات التي تريد إيقاف عجلة الثورة والتغيير الجذري لكل جوانب الحياة.
إن الإخوان المسلمين يطالبون:
1- باعتذار واضح وسريع من المجلس العسكري عن الجريمة التي تم ارتكابها اليوم.
2- التحقيق العادل من جهة مستقلة وإحالة كل من أمر ونفذ هذه الجرائم إلى المحاكمة الفورية، وإعلان نتيجة التحقيق على الملأ في وقت محدد، وكذلك نتائج التحقيق فيما سبق من جرائم وأحداث.
3-تعويض أهالي الشهداء وعلاج جميع المصابين على نفقة الدولة وتعويضهم عن إصابتهم.
4- الاستمرار في إجراء الانتخابات البرلمانية.
5- تأكيد إجراء انتخابات الرئاسة وتسليم السلطة للمدنيين قبل نهاية يونيو 2012م.
حفظ الله مصر من الفتن المتتالية ومن شرور بعض أبنائها.
الإخوان المسلمون
القاهرة في: 21 من المحرم 1433هـ الموافق 16 من ديسمبر 2011م
..............................................................................................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق