بقلم- ماهر محمد مليجى أبو عامر :
الثائر الحق هو الذي يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبني الأمجاد، كلمات رائعة من إمام رائع، عاش مع القرآن وللقرآن.
هذه الكلمات أردت أن أصدر بها حديثي في ذكرى ميلاد سيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم.. الذي أعلن ثورة التطهير والتحرير بدعوة الناس إلى الخير كل الخير..
- لقد كانت دعوة الإسلام
- ثورة تغيير.
- ثورة تحرير.
- ثورة بناء وتطهير.
- ثورة على الظلم والظالمين.
- ثورة على الجهل والجاهلين.
- ثورة على عُبَادِ الوثن ليعبدوا رب العالمين.
- ثورة على الرق والاستعباد، لتساوى بين العباد في إنسانيتهم، وتجعل التفضيل بالتقوى وصالح العمل.
- ثورة على الفواحش والرذيلة، والمتاجرة بالأعراض.
- ثورة على الانحرافات المإلىة والأخلاقية.
- ثورة على العصبية.
لقد كانت دعوة الإسلام ثورة على الانحرافات التي كانت تموج بها الجزيرة العربية، من عصبية عفنة، وانحراف أخلاقي وسلوكي، بغاة ورايات حمر، وأد للبنات وقتل للأبناء خشية إملاق، عبادة الوثن من دون الله، تردي اقتصادي، وانحراف عقدي، وتخلف عن ركب الحضارات .. فبدد الإسلام كل ذلك، ونشر العدل، وأقام المساواة،وحفظ الكرامات، وصان حق المرأة والطفل، وحرر العبيد من الرق، وأقام الدولة وشيد الصرح العظيم لأمة الإسلام، ودان له الشرق والغرب، ودخل الناس في دين الله أفواجا، ولم يترك النبي صلى الله عليه وسلم الدنيا إلا بعد أن نعمت البشرية بالحرية والأمان، وعلى دربه كان الصحب والأتباع.
• ولعل مما سبق يتبين لنا الحاجة إلى بعثة محمد صلى الله عليه وسلم لأن الناس كانوا في ضلال مبين عرباً وغيرهم، وذلك لإخراجهم من الظلمات إلى النور، ومن عبادة الأوثان والأصنام وغيرها إلى عبادة اللّه الواحد الأحد، للفوز في الدنيا والآخرة.
- قال تعالى: " هُوَ الَّذي بَعَثَ في الأميينَ رَسُول مِنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزكِّيهمْ ويُعَلِمهُم الكِتَابَ والْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مبينٍ" سورة الجمعة. الآية (2).
- وقال تعالى": لَقَدْ مَنَّ اللّه عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهمْ رَسُولاً مِنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِم آياته وَيُزَكِّيهِم وَيُعَلِّمَهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وإنْ كانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ " سورة آل عمران. الآية (164).
إنها ثورة التغيير، ثورة الطهارة والنقاء، ثورة البناء المتوازن، ثورة الحضارة والرقي، ثورة قبول الآخر واحترام الحريات، ثورة ربانية تبني ولا تهدم، تنير ولا تحرق، حب الوطن جزء من الإيمان في شريعتها.. إنها ثورة بدأت بسطوع شمس محمد صلى الله عليه وسلم برسالة رب العالمين على البشرية جمعاء، لتكون رحمة للعالمين، وبداية عهد جديد.. إنه بحق ميلاد جديد.
• ما أحوجنا أيها الأحبة في هذه الحقبة من الزمن، أن نهدأ لنبني الأمجاد لوطننا، وأن نحترم إرادة شعوبنا، وأن نضع أيدينا في أيدي بعض لنقيم صرحاً جديداً لوطننا، يقوم على المؤاخاة والوفاق، يرسخ العدل والمساواة، يدعم الحريات المنضبطة الراشدة.
• لابد أن نكون صفاً واحداً لنعبر هذه المرحلة.. لنجعل ميلاد الحبيب صلى الله عليه وسلم ميلادًا جديداً للوفاق، ميلادًا جديداً للاستقرار، ميلادًا جديداً للبناء والإعمار، ميلادًا جديداً للنهوض بالاقتصاد وسائر أنواع البناء.
• وأخيراً:
أقول أيها الأحبة لابد لنا أن نترسم منهج النبي صلى الله عليه وسلم في البناء، فنحن في أمس الحاجة إلى تحكيم شرع الله، فبه السعادة والريادة، وبغيره الشقاء والعناء.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا: كِتَابُ اللَّهِ، وَسُنَّةُ نَبِيِّهِ " السنن الكبرى البيهقى.
• فكن أيه الحبيب ثائراً بحق، واعلم أن: " الثائر الحق هو الذي يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبني الأمجاد" الإمام: محمد متولي الشعراوي- رحمه الله-.
المصدر / أمل الأمة
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق