السبت، 3 مارس 2012

قــد يـبـطــئ الـنـصـــر أحـيـانـــا !!


بقلم : د/ حنان أبو الوفا
" يا طوبى للشام ... يا طوبى للشام ... يا طوبى للشام ... قالها النبي"صلى الله عليه وسلم".. ثلاثا " ...
 قيل : وبما يا رسول الله ؟
قال صلى الله عليه وسلم:
" تلك ملائكة الله باسطوا أجنحتها على الشام " حديث صحيح  ,
 وعنه صلى الله عليه وسلم  إن الله قد تكفل بالشام وأهله ...
 فهي أرض المحشر والمنشر وهى مهد عودة المسيح عيسى عليه السلام على المنارة البيضاء شرق دمشق .
إنهم أهل سوريا ...طائفة من الأمة باقية على الحق منتصرة حتى فجر الساعة ...تكفل الله لنبيه بالشام وأهله فلا ضيعة لهم ...
 فابشـــروا.....
عام قد أوشك على الانتهاء...
لم تنتهي بعد أنهار الدماء...
ولا مشاهد الأشلاء ...
الآلاف من الشهداء... وأكثر..... من المعذبين والمختطفين في سجون الظالمين... 45 عاما لم تتوقف آلة التعذيب التي ابتدعها الأسد الأب وخلفها لابنه .....
هذا الذى هو مهين ولا يكاد يبين...
سوريا التي أصبحت مثلاً ومثالاً لأبشع أنواع القهر والتعذيب الذي فاق فيه  الصهاينة المجرمين ..
وها هي المذابح بعد الأخرى تتوالى ...
 بالأمس مذبحة حماة  خلفت 30000 شهيدا في شهر...
واليوم حمص على خطى الدرب تسير .
صارت سوريا في ظل الأسد اللعين مدارا للتندر والتهكم والأسى ...
يسأل أمريكي .... ما رأيك في انقطاع الكهرباء...؟
يقول : وما معنى انقطاع الكهرباء ....
ويسأل أفريقي من الأدغال .. ما رأيك فى انقطاع الكهرباء...؟
يقول وما معنى الكهرباء ....؟
ويسأل سوري ما رأيك في انقطاع الكهرباء...؟
فيقول.... .ما معنى إيه رأيك... ؟!!!!!!!!
إنه القهر والاستبداد الذى أحال  الشام  وأهله إلى هذا الأسى والحزن...
ونخفى القول ولا نجهر به .... لماذا يا رب...ألا تستجيب  لنا....متى نصر الله .
لماذا يبطئ النصر وقد يطول ....
 ويأتي البيان والتبيان لصاحب الظلال..... 
"أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ" الحج 39
يقــول :
* قد يبطئ النصر لأن الأمة لم تنضج بعد ولم تحشد بعد طاقتها ولم تتحفز كل خليه من خلاياها وتتجمع لتعطى أقصى مخزون فيها فلو نالت النصر حينئذٍ لفقدته وشيكا لعدم قدرتها على حمايته طويلاً فالنصر السريع اللين يعطل الطاقات عن الظهور .
* وقد يبطئ  لأن الأمة المؤمنة لم تتجرد وتخلص بعد في دعوتها فهي تقاتل لمغنمٍ تحققه أو حمية لذاتها ....
* قد يبطئ النصر لأن في الشر الذى تكافحه بقية من خير ضئيل يريد الله أن يجرد الشر منه ليتمحص خالصا ، ويذهب وحده هالكاً لا تتلبس به ذرة من خير تذهب في الغمار ...
* قد يبطئ النصر لأن الشر الذي تحاربه الأمة لم ينكشف زيفه للناس تماما .. فلو غلبه المؤمنون حينئذٍ قد يجد له أنصارا من المخدوعين الذين لم يقتنعوا بعد بفساده فتظل له جذور في نفوس الأبرياء الذين لم تنكشف لهم الحقيقة ...
* وقد يبطئ النصر لأن البيئة لم تصلح بعد لاستقبال الحق والخير والعدل ...
* قد يبطئ النصر حتى تبذل الأمة آخر ما في طاقتها من قوة .... وآخر ما تملكه من رصيد فلا تستبقى عزيز ولا غاليا .
* وقد يبطئ حتى لتزيد الأمة صلتها بالله وهى تعانى وتتألم وتبذل كل ما في وسعها ولا تجد سنداً إلا الله وحده ولا نصير ...
هذه الصلة هي الضمان الأولى لاستقامتها على المنهج بعد النصر.
إن النصر السريع يسهل فقدانه لأنه رخيص الثمن ...
لم تبذل فيه تضحيات عزيزة ..
فيا أهلنا فى سوريا... أنتم أشد منا باساً وقوة فاصبروا....
يا أهل سوريا ...أنتم أشد منا صلابة في دينكم ... فلقد زيد لكم في البلاء ...
يا أهل سوريا والله ما أصابكم من قرح ولا نصب ولا ظمأ  إلا كنا فيه معكم ...
فاصبروا...وصابرو.. ورابطوا .....واتقوا الله ...حتى تنصرون...
المصدر / موقع حزب الحرية والعدالة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق