الاثنين، 19 مارس 2012

الـتـحــريــــــر والـتـنـمـيــــــة ........... واجـــب الوقــــت للـحـركــة الوطـنـيــة


هذه دراسة رائعة وتستحق النشر والدراسة
 للأستاذ الدكتور سيد دسوقى
 وهى إضاءة نهضوية يقول فيها :

 نعني بالحركة الوطنية كل الهيئات والأفراد الذين يحملون فى قلوبهم همّ بناء وطن عصري يستطيع أن يوفر لأهله كل مقومات الحياة الكريمة من خلال نظم تنموية وأمنية فاعلة ويشترك فى بنائها كل أفراد المجتمع، كما ينعم بنتائجها كل الوطن من غير تمييز بين أفراده، الكل فى البناء سواء والكل فى الجزاء سواء . من أجل ذلك لابد أن تتفق الحركة الوطنية على طليعة من الوطنيين تمثل كل الاتجاهات والحركات المتعددة، وتكون مهمة هذه الطليعة هى التحديد الكامل لواجب الوقت الذى سوف يتوزع على الأمة كلها أفرادا ومؤسسات ..

 ولنقل أن هذه الطليعة الوطنية فى حدود المائة وطنى من ذوى التخصصات المتعددة يحاولون أن يصوغوا واجب الوقت للأمة فى توجهات متعددة تتميز بالوضوح الكامل حتى تتوجه الهيئات والجماعات والأفراد للقيام بما يفرضه عليهم واجب الوقت.

وفى هذه الورقة الصغيرة نبدأ بدراسة الواقع العالمى وتأثيره المباشر علينا وذلك فى اختصار أرجو أن لا يكون مخلاً.

 أ‌ ) الواقع العالمى :
أمريكا : دولة عظمى (سياسياً ، اقتصادياً ، علمياً ، تقنياً ، اجتماعياً) .
أوروبا : دول الفلك الأمريكى وما يمثله .
روسيا : دولة تملك عتاداً رادعاً وزاداً بترولياً داخلياً 
ولكنها فى أعقاب زلزال مدمر لم تفق منه بعد.
اليابان : دولة صنعت معجزة علمية وتقنية وهى تحت الحصار 
فأغنت نفسها من جوع وأمنت من خوف قريب .
الصين : الدولة الصاعدة إلى المقام الأعظم علمياً وتكنولوجياً واقتصادياً
 ولا يقف فى طريقها غرب أو شرق .
 الهند : دولة متوسطة الحال استطاعت انجاز بعض التقدم العلمى والتقنى والاقتصادى ، وهى تبحث لنفسها عن مكان آمن بين الكبار .

ب ) دول العالم الإسلامى :
تركيا وباكستان : واعدتان سياسياً وتنموياً كما أن باكستان تملك سلاحاً رادعاً .
إيران : تتعامل مع الحصار الدولى بعبقرية ودهاء،
 وتملك قوى علمية وتقنية وتملك اقتصاداً طيباً .
 ماليزيا : استطاعت أن ترتفع علمياً وتقنياً فى ظل حماية أجنبية
 غير ظاهرة مدفوعة الأجر .
أندونسيا : تملك أيضاً اقتصاداً كافياً لاستقلالها فحسب ومهددة دائماً من داخلها .

ج‌) العالم العربى :
 كله محتل بدرجات مختلفة،
 ونقصد بالاحتلال احتلال القرار السياسى والقرار التنموى
 والقرار الاجتماعى والقرار الثقافى،
 وفى هذه المرحلة الاستعمارية تركز قوى الاستعمار على أمرين ..
 الركاز : (ما يخرج من باطن الأرض من ثروات كالنفط والغاز وغيره من معادن) والأسواق: وهى تسمح بحركة اجتماعية فى حدود خدمة هذين الهدفين.
 ولذلك تحرص هذه القوى على تفكيك المجتمع تنموياً
 وما يتطلبه هذا التفكيك التنموى من تفكيك ثقافى واجتماعى وسياسى واقتصادى.

ولقد أدت هذه الأوضاع إلى أن المنوط بهم قيادة البلد تنموياً
 يطلبون الإسترقاق عند هذه القوى أما ما دونهم فيموتون فى البحر غرقاً
 من أجل هذا الإسترقاق.

 وتحرص القوى الإستعمارية على : تكوين ثالوث شيطانى من ثلاثة عناصر
§ نخبة سياسية انتهازية لا ضمير لها .
§ رجال أعمال من أهل التكاثر المرضى .
§ رجال أمن لا وطنية عندهم ويفعلون ما يؤمرون .

وكما تحرص هذه القوى الاستعمارية على التفكيك الداخلى
 لدويلاتنا العربية ، تحرص أيضاً على تفكيك أي بنية عربية أو إسلامية
 حتى لا تتجمع هذه الدويلات ويقوي بعضها بعضاً.

ونموذج الدولة الذى تحرص عليه هذه القوى الإستعمارية يتكون من :
§ صانعي القرار وهم يمثلون الدولة العظمى .
§ رئيس أو ملك وهم المستقبلون للقرار الفوقى ودافعيه إلى الجهات التنفيذية .
§ هياكل دولة خاوية على عروشها لا يصنع فيها قرار ولا تضع هي أي استراتيجية .
 § ومن الهياكل : الهيكل السياسي ويمثله مجموعة من الأحزاب ومجالس شورية ونيابية وكلها خاوية على عروشها سواء كانت في المعارضة أو فى الموالاة.

ح‌) فماذا تفعل الحركة الوطنية فى مثل هذه الظروف :
أولاً : عليها أن تنصح الناس الملتفين حولها والمحبين لأفكارها نصيحة عامة:
 أن كل قادر على أن يتخلل النظام ويحرج صانعي القرار
 فيتركوا شيئاً من الحياة يدب في الأمة عليه أن يفعل ذلك
 دون أن يستأذن من أحد وهناك رجال كل واحد منهم بأمة.

ثانياً : أن تتوجه جهود الحركة لقيادة العمل الأهلي والمشاركة فيه بقوة
 والذود عنه بكل ما نملك، ولتبدأ بالمجالات الثقافية والتنموية
 ولتصمم أعمالها في وحدات صغيرة جداً حتى لا تلفت انتباه الغولة المتربصة 
بنا جميعاً حاكماً ومحكومين.

ثالثاً : تحرص الحركة على أن تشارك فى العمليات الانتخابية
 للمجالس النيابية وللنقابات وذلك بتأييد ودعم من تشعر أنهم يملكون
 فهما واعياً ووطنية خالصة واستقامة عامة.

خ‌) وهذا تصور لمنهجية العمل في مثل ما نحن فيه من أوضاع :
 نحن لسنا فى مرحلة البرامج ولكننا فى مرحلة الرؤى ..

 تكتب أوراق متعددة حول الرؤى المختلفة فى :
 السياسة والاجتماع والثقافة والتنمية ..إلخ
يكتب الورقة الأساسية فى كل رؤيا أحد العلماء المتخصصين فى الموضوع .
تطرح الورقة على مجموعة أكبر من المتخصصين
 حيث يعقدون فيما بينهم اجتماعات متعددة 
وقد يحتاجون إلى شىء من الدعم المادي
 لتفرغ بعضهم أو تفرغ بعض شباب الباحثين معهم .
بعد أن تنتهي كل المجموعات من كتابة كل الرؤى تجمع فى كتاب .

يجب أن تمثل هذه الرؤى طيفاً واسعاً من الأمة بكل طوائفها 
حيث يُختار المشاركون من أطياف كل الأمة .
تجمع هذه الرؤى فى كتاب نتوجه به إلى الأمة حكاماً ومحكومين،
 وسيسعدنا أن يحول أي فريق هذه الرؤى إلى برنامج عمل لحكومته،
 فنحن لسنا طلاب حكم وإنما طلاب أن يحكم يالرؤى التى إرتأها الأمة.

الأوراق المطلوبة :
1) ورقة فى التنمية الصناعية 
(قدمنا ورقة أولية فى هذا الاتجاه) *

2) ورقة فى التنمية الزراعية .

3) ورقة فى التنمية السياحية .

4) ورقة فى التنمية السياسية .

5) ورقة فى التعليم والبحث العلمى . 
(قدمنا ورقة فى هذا الاتجاه) **
 6
) ورقة فى التنمية الإقتصادية .

7) ورقة فى التنمية الاجتماعية .
ورقة فى التنمية الصحية .

9) ورقة فى تنمية العمل الأهلي 
(قدمنا ورقة فى هذا الاتجاه) ***

10) ورقة فى تنمية العمل النقابي .

11) ورقة فى تنمية المنظمات العربية .

12) ورقة فى تنمية المنظمات الإسلامية .

13) ورقة فى التنمية الثقافية .

14) ورقة فى التنمية البشرية .

ملحوظة :
هناك أوراق تسبق أخرى، فمثلاً قبل أن نضع ورقة فى التعليم والبحث العلمى لابد أن يسبق هذا أوراقاً فى التنمية الصناعية والزراعية والصحية .. الخ.

 د‌) باختصار شديد :
 فى مثل ما نحن فيه من أحوال عالمية ضاغطة واحتلال للقرار الفوقى ينبغي على الحركة الوطنية أن تقوم بدور الدولة فى العمل الأهلي وتوجه إليه الأغلبية العظمى من البشر ..
(أنظر ورقتنا عن العمل الأهلي في كتابنا مقالات فى الاصلاح )
 على موقعنا fiqh-hadary.com 
وفى الناحية الأخرى تُكثَّر سواد النخبة الوطنية المثقفة لتقوم بدور الإعاقة للمشاريع الإستعمارية الفوقية لتقليل أثرها على الحياة من خلال إعلام مثقف
 ومن خلال رجالات منبثين فى مواقع القرار بحكم تخصصاتهم 
ومن خلال تحريض للأجهزة الأمنية والتى يستخدمها الإحتلال لحراسة تخلفنا، تحريضها على أن تتقي الله فى أمتها
 وتفهم الدور الذي يدفعها إليه أعداء الأمة فتخفف من قبضتها ما استطاعت.

كما أنه ينبغى على الحركة أن تنشئ مركزاً للدراسات الاستراتيجية مهمته دراسة الواقع ووضع استراتيجيات لخطوها المستقبلى على أن يفرغ له نفر قدوة
 من أولي الفكر الأصيل بعيداً عن جلبة المجالس التنفيذية والإدارية وصخب الخطباء.

مرجعية الأوراق :
جميع الأوراق تنهل من نبع واحد ألا وهو الدستور الذى ارتضته الأمة لنفسها، 
فالأمة قد تتكون من مجموعات متعددة لكل منها عقائده وقيمته 
التى قد تنبع من دين أو توجه حياتى .
 والمفروض فى الدستور أنه ينبع من القيم المشتركة السائدة بين أطياف الأمة المختلفة سواء كانت قيماً فى الاقتصاد أو السياسة أو الاجتماع .
 والمفروض أن العقائد عند الناس تحمي هذه القيم فى نفوس الناس .
 فمثلاً أنا كمسلم أومن بالحرية والعدالة والتنمية إلى غير ذلك من القيم
  وأقصد بذلك كله وجه الله الذى سيحاسبنى على عملي فى الدنيا والآخرة .
 وقد يقصد نفس الشيء أخي المسيحي من خلال عقائده 
وقد يؤمن بهذا العلماني من خلال عقيدة المصلحة .
 المهم أننا جميعاً متفقون على قيم واحدة يخرج منها دستور
 يترجمها إلى نصوص واضحة نقيم عليها عالم القوانين.

الأحزاب السياسية أم الجميعات التنموية ؟
كان من النتائج الرائعة للثورة المصرية أن ازداد الصريون تألقا سياسياً بدرجة رائعة، كل الناس يتكلمون فى السياسة بوعى واضح، النساء والأطفال والشباب والعمال، حتى حفيدي بلال بن الخامسة يشرح لى الأحداث أثناء الثورة قائلاً : يا جدو : إنت عارف إيه إلى حصل ؟ "الكنج حسني سرق الفلوسات وأعطاها للشريرين"، هذا الانفجار السياسي جميل جداً أن يتحول إلى اهتمام دائم بالشأن العام سواء ما نقوم به كشعوب أو ما يقوم به من أوليناهم أمورنا .

ولكن أن يتحول الشأن العام إلى " مكلمات " سياسية وكل مجموعة تعد على أصابع اليد الواحدة تنشئ حزباً ويكثر الكلام ويقل العمل فهذا شأن مرضي ينبغي أن نتوقف عنه . والحل عندي أن نتوقف عن هذا الإندفاع المرضي لإنشاء أحزاب سياسية ونندفع بكل قوة للعمل الأهلي من خلال إنشاء جمعيات وتجمعات تنموية نتنافس فيما بيننا فى إنشائها.
فمثلاً تنشأ جمعيات مختلفة لبناء مدارس صناعية فى توجهات صناعية متعددة، ومدارس زراعية فى توجهات زراعية متعددة . وتنشأ أيضاً جمعيات لمراقبة الدولة دستورياً، وجمعيات لمراقبة الدولة استراتيجياً فى كل المجالات ونتنافس بقوة لخدمة الوطن فيمكن حينئذ لبعضها أن يكونوا حزباً سياسياً ليخدم الأهداف الوطنية لطيف من هذه الجمعيات التنموية .

 العقبة الكؤود فى بناء الأوطان هى عقبة التحرير وعقبة التنمية أو كما يقول القرآن : " فَلاَ اقْتَحَمَ العَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا العَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ "
 هذه هى المهمة الكبرى لنا جميعاً : التحرير والتنمية، وليس المكاء والتصدية.

آلية لتكوين مجالس الشورى والشعب فى المستقبل
 الأصل فى الأشياء أن أعضاء مجلس الشعب والشورى هم من أهل الذكر الذى قال الله فيهم " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " وهم أصحاب البيت الذى تضع فيه الأمة دستورها وقوانينها وكذلك استراتيجياتها فى نواحي الحياة المختلفة وتجربتنا فى الماضي؛ حاضرة بين أيدينا ومازلنا نكتوي بنارها .

 الإقتراح يقول الأتى :
 - نطلب من النقابات المهنية المختلفة أن تشترك فى هذه المجالس بنسبة
تنتخبها من بين أعضائها سواء كانوا فى مجالسها المنتخبة أو من غيرهم .
- نطلب من الجامعات المصرية الأهلية أو الحكومية أن تمثل بنسبة من أساتذتها فى تخصصات مختلفة من خلال عملية انتخابية داخلية .
- هذان` الرافدان يمثلان ثلاثة أرباع المجالس ويترك الربع للاستفتاء العام .

المختصر المفيد في مهام حركة التجديد
أ. نشر الفكر الصحيح في الأمة في مواجهة فكر مرضي أظن أن وراءه قوى خارجية و داخلية لحصر الإسلام في منطقة معزولة عن الحياة و صراعات تاريخية و مذهبية.
ويحتاج ذلك إلى جهاز دعوي فكري يبذل جهداً في وضع معالم هذا الفكر في كراسات مكتوبة بعناية، وفي محاضرات مسجلة و منشورة في وسائل الإعلام المقروءة و المسموعة والرقمية و قد يتم ذلك بالتنسيق مع جهة رسمية مثل الأزهر و الجامعات من خلال الدراسات العليا
ب. تنظر الحركة في مخزونها البشري و تدفع القادرين منهم على الأعمال المجتمعية المختلفة تنموية أو سياسية أو تربوية. و ليس من الضروري أن تكون هذه المنظمات مرتبطة تنظيمياً بالحركة. فالحركة تصبح كجامعة يتخرج منها ألاف الناشطين في توجهات الإصلاح المختلفة و تستبقي في صفوفها بضعاً من هؤلاء من ذوي القدرة التربوية الذين سيواصلون رسالتها التربوية الشاملة لمن يلوذ بها من شباب الأمة .
 وفي رأيي أن لا تتحمل الحركة الأم هم الأنشطة المتعددة سواء كانت تنموية أو سياسية و تتركها للجماعات الوطنية المختلفة سواء كانت جمعيات أو نقابات أو أحزاب سياسية حيث تصبح مهمتها الأساسية أن تمد هؤلاء جميعا
ً 
بعقول عالمة وقلوب مخلصة وهمم عالية.
ج. تستدعي الحركة كل قواها من الرجال و المال لتدافع به ضد أي غزو خارجي و تضع كل إمكانياتها بين يدي الدولة منسقة مع كل القوى الوطنية.
د. في أحوال الاستبداد والطغيان تنسق الحركة مع كل القوى الوطنية على تغيير الأوضاع بطريقة سلمية من خلال إبداع طرق للعصيان المدني إن لزم الأمر 
ومن خلال دراسات عميقة تبين المآلات التي تنتظر الوطن
 حتى يراها العقلاء في الدولة و في الأمة.

 - وكما أسلفنا تحتاج الأمة و الحركة إلى جهاز للفقه الاستراتيجي مهمته النظر في كل هذه الأهداف يشرف عليه مجموعة من علماء الأمة الوطنيين كل في مجال تخصصه، ثم يتم ترجمة هذا الفقه الاستراتيجي إلى مجموعة من الأعمال تطرح على الأمة أفراداً و جماعات ونقابات و خاصة مؤسسات الدولة.

نقلا عن مدونة الدكتور أبو مروان

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق