الاثنين، 30 أبريل 2012

وسـائـــل الـتــوعــيـــــة الـسـيــاســــــيــة بـالـقـضـيـــة الـفـلـسـطـيـنـيــــة للأطفــــــــــال

- تراثنا يزينه قادة سطروا تاريخهم منذ الطفولة
- نبوغ طفلك السياسي يبدأ بمناخ صناعة إسلامية
- التدريب ينمي قدرته على الاستيعاب والتحليل
- قليل من جهدك ووقتك سبيل طفلك لتغيير العالم

كتبت- أسماء صقر:

"لقد أصبح كل شيء أغلى بعد اليورو".. "لم يتول الرئاسة أي أمريكي أسود أو امرأة أبدًا، ولقد حان الوقت لذلك"؛ جملتان لطفلين في العاشرة من عمرهما الأول أوروبي، والثانية أمريكية قالتها تعليقًا على انتخابات الرئاسة الأمريكية.

الطفلان لم يتجاوزا بعد الصف الرابع الابتدائي ما يؤكد أن وراء هذه الكلمات وعي مختلف عما نُغذي به عقول أبنائنا، إنه الوعي السياسي.

والمقصود بالتوعية السياسية للأطفال: هو بناء وتأسيس رؤية أولية عند الطفل بعد تهيئة المناخ المطلوب، ثم يتم تنميتها تدريجيًّا بوسائل شتى، حتى يتكون منظور شامل يتمكن الطفل من خلاله فهم واقع العالم المعاصر.

ونحن هنا سنقدم كيفية تهيئة المناخ ونتعرض للوسائل التي من خلالها ندرب الطفل حتى يستطيع استثمار ما تعلمه من معارف وقيم وعلوم لاستيعاب المعطيات المحيطة به وتحليلها، قبل أن يعينه فكره وإيديولوجيته على تحديد موقف واضح منها، والعمل لتغييرها أو الاستفادة منها.

وقد يبرز تساؤل مقبول حول مدى استيعاب الطفل وجدوى محاولة تنمية مداركه السياسة؛ لذا نُذكِّر ببعض الحوادث من تاريخنا:

* مشاركة داوود الفاعلة في جيش تحرير الأرض المقدسة وهو صبي..
﴿وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ﴾ (البقرة: من الآية 251).

* غلام الأخدود الذي استطاع بوعيه أن يُعبِّد كامل قريته لله.

* سيدنا علي بايع النبي صلى الله عليه وسلم وهو في العاشرة من عمره.

* معاذ ومعوذ طفلان قتلا أبا جهل يوم بدر لتهجمه على الرسول عليه الصلاة والسلام.

* ويروي الإمام مسلم أن عبد الله بن الزبير جاء وهو ابن سبع سنين ليبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتبسَّم الرسول حين رآه مقبلاً إليه ثم بايعه.
المواقف السابقة غيض من فيض يموج به تاريخنا القديم، ويحتاج لإعادته:-

صناعة المناخ

والمقصود به تهيئة الظروف وتوفير المعطيات التي يحتاجها الطفل في أول عهده، ودفعه نحو استغلال إمكاناته العقلية لتكوين وعي شامل بكل المجالات بما فيها السياسية؛ وذلك بتكريس قيم الإسلام في التربية، مثل التالي:

1-   أنا أحترمك.. يا صغيري:

من المهم جدًّا أن يتصرف الأم و الأب مع صغيرهما في الأقوال والأفعال بما يظهر احترامهما له وقد رأينا النبي صلى الله عليه وسلم نموذجًا في احترامه للأطفال، ومنه ما قاله أنس- رضي الله عنه-: "انتهى إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا غلام في الغلمان فسلَّم علينا".

واستئذانه صلى الله عليه وسلم الغلام، فيما رواه البخاري عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ مِنْهُ وَعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ وَعَنْ يَسَارِهِ الْأَشْيَاخُ فَقَالَ لِلْغُلَامِ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَ هَؤُلَاءِ فَقَالَ: الْغُلَامُ لاَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لا أُوثِرُ بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحَدًا قَالَ فَتَلَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَدِهِ.

ومن الضروري أن تكون قاعدة الاحترام راسخةً بين الوالدين وطفلهما سواء عند الانفراد به، أو بين الناس، وأن نراعي تلك القاعدة في كل الظروف، عند النداء وفي الطلب منه وحتى عند توبيخه، وفي المدارس اليابانية يحرص الأساتذة على مخاطبة كل تلميذ بلفظ "سان" بمعنى سيد قبل مناداة اسمه.

2-   الاهتمام بالوسط المحيط:

من التناقض الخطير الذي لا نلحظه أننا نطلب من أطفالنا الاهتمام والتعاطف مع قضايا كبيرة مثل القضية الفلسطينية، فيما لم ندربهم سابقًا على الاهتمام بمَن في غرفة النوم المقابلة أو بالأعمال والأخوال والجيران وغيرهم ممن يعايشونهم بشكلٍ دائم وقريب.

ولذلك نجد الاهتمام أو بتعبير أدق "الانفعال" في القضايا الكبيرة وقتيًّا تمامًا؛ لأنهم لم يتعلموا الاهتمام بمفهومه الصحيح الدائم والمتعدد الجوانب.

لذا علينا أولاً إرشادهم للاهتمام بالمحيط الأسري ثم الأهل والجيران والاستعانة بهم في قضاء حاجات الأسرة، وتوجيههم لأداءات عملية دورية ومستمرة مثل (اتصالات هاتفية/ زيارات/مساعدات/ توزيع حلوى شهريًّا... إلخ).

3-   تكوين المرجعية:

من حق الطفل أن نشرح له منذ نعومة أظافره دوافع القيام بالفعل وأسباب تركه وإظهار حكم الشرع مهما كان الأمر بسيطًا؛ وذلك هو أهم الوسائل وأبعدها أثرًا في تكوين المرجعية عند الطفل وبناء رؤيته الشاملة فيما بعد على أساسٍ شرعي، فيستطيع بسهولة إجابة أسئلة من طرازٍ ماذا أفعل؟ ومتى لا أفعل؟ وكيف أقيم هذا الأمر؟.









4-   الحق في التعبير:

حين يتم طرح موضوعٍ ما على طاولة الطعام مثلاً.. لا تندفع وتخبر الطفل عن الصواب أو المفروض، ولكن أكد له حقَّه في التعبير حتى ولو كان خطأ، واستمع له وناقشه وكوَّن معه رأيًا، ولا تكون له رأيًا؛ وذلك سيعلمه كيفية بناء رأيه وآداب النقاش.

كما أن الحوار هو صمام الأمان للأسرة دائمًا في احتواء مشاكل الطفل والمراهق، فمتى استمر الحوار أمكن حل أي مشكلة ومتى غاب لأي سبب، فأنت تفتح الطريق أمام عدم السيطرة على مجريات الأمور.

5-   كلام كبار:

احذر من ترديد هذه الجملة على مسامع طفلك لو سألك فيما تراه يفوق عمره، ولكن احترم رغبته في المعرفة وبسط له الأمر ليستوعبه، وإذا كان الأمر لا يصلح الحديث فيه، فالأحرى ألا نتحدث به أمامه.

6-   ازرع مفهوم "وإن قل":

علِّم طفلك أن الذين يؤثرون في هذا العالم حقًّا هم أولئك الذين استمروا على ما آمنوا به حتى ماتوا عليه؛ وذلك يحتاج إلى تربية النفس وإرادة صلبة، ودربه على الحديث الشريف :
"أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل"،
وازرع به ذلك المفهوم في كل الأمور الصغيرة والكبيرة ليتعلم المداومة مع عدم اليأس من القلة أو الضعف.


7-   نشرات الأخبار:

ما زلنا حين نتابع الأخبار أو برنامجًا مهما نطلب من الأطفال الرحيل ولو كان عمرهم في السابعة أو زاد عنها؛ وذلك طلبًا للتركيز ومزيدًا من الاستفادة، وهذا لا يصلح مع الرغبةِ في توعيتهم سياسيًّا، ولكن علينا أن نطلب منهم الجلوس ومحاولة المشاهدة معنا، وبمرح نناقشهم ونعلمهم، وفي اليوم التالي نُعيد الكرة، حتى نجدهم وقد وصلوا دون أن نحس إلى مرتبة متقدمة من الاطلاع والثقافة بغير جهدٍ يُذكر.

8-   الأب مع الأم:

في أغلب بيوتنا نجد الأب هو المطلع العالم بالمستجدات، بينما الأم مشغولة بطفلها أو في المطبخ؛ لذا يجب على الآباء في هذه الحالة مداومة اطلاع الأم بالمستجدات ومعاونتها على الاطلاع والمتابعة ولو على موائد الطعام أو حتى في النزهات الأسرية، وهذا سيكون له أكبر الأثر في الطفل ونشأته.

9-   اتخذ موقفًا: *

والمقصود منه التوعية لدرجة اتخاذ المواقف، وسيتعلم الطفل ذلك بالقدوة أولاً ثم بالشرح ثانيًا، فيرى الطفل أسرته تقاطع منتجات العدو، ثم نشرح له ببساطة معنى المقاطعة وأهميتها، ونُعلمه كيفية إعلان رفضه للظلم، أو نصرة أخيه أو صديقه، وقول الحق في المدرسة وإن أغضب أحدهم.. وهكذا.

كما يلزمنا لتنمية وعي الطفل استخدام بعض الوسائل:
 (من سن 6-10 سنوات).

*************************************************
أين أنت من العالم؟
ونذكر كلمة الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديجول: "إذا أردت الحديث في السياسة فامسك الخريطة قبل أن تتكلم"؛ لذلك وجب علينا أن نعلم أبناءنا الجغرافيا قبل السياسة، وممكن أن نفعل ذلك من خلال لعبة نستخدم فيها الأطلس، ليرى أولاً موضع دولته ونعرفه بموقع مدينته فيها، ثم نتجول معه في الخرائط ليتعرف على دول العالم وموقع بلاده منها.

-    الجووجل ايرث:

وهذه طريقة أخرى لمعرفة مكانه فيرى بيته على الكرة الأرضية، ونستخدم الإنترنت بصورة شيقة ليتعرف على أبعاد الأرض ويزور أماكن مختلفة من العالم.







- كشكول حول العالم في 80صفحة:

وهذا نشاط خفيف يلزمنا فيه كشكول من80 صفحة، وبعد قصة مسلية عن دولة ما، نجلس مع الطفل، ونساعده ليدون مع عرفه من معلومات، ويمكنه بتصفح الإنترنت أن يجلب معلومات أخرى، أو أن يطبع علم الدولة ليلصقه في صفحتها، مع التركيز على معلومات مثل عدد المسلمين، وحرياتهم الدينية، وعاداتهم وتقاليدهم، وغيرها.
 *******************************************
-         القصص:

وأسلوب القصص قديم، ولكن المهم هو استخدام القصة للوصول بمعنى معين، وهدفنا هو التوعية السياسية، فنلجأ لبعض القصص التاريخية التي تبرز مواقف البطولة ودوافع البطل لاتخاذ القرار وغيرها من القيم والمعلومات المفيدة، كما يمكننا استخدام قصص خيالية تنمي روح الابتكار وتُوسِّع الحيلة مع ختامها بنهاية سعيدة لصاحب الجهد والإبداع.

- احرص على أن تطرح أسئلةً على غرار:

1- ما الفرق بين البحر والنهر؟
2- ما سبب البرد هنا الحر هناك؟
3- لماذا يختلف سكان جنوب إفريقيا عن سكان إنجلترا؟

وأعنه على التفكير بمزيدٍ من الأسئلة مثل: هل يعيشون في المكان نفسه؟ هل الجو متماثلاً؟ اللغة؟



- الكاريكاتير والصور:

اختر البسيط منها واطلب منه أن يستنتج ماذا تحاول أن تقول الصورة؟
1- يمكنكم اختيار الكاريكاتير المناسب من موقع مثل موقع (أمية جحا).
2- اشرح له فن الكاريكاتير
3- اسأله ما رأيه في هذه الصورة؟ وعن ماذا تُعبِّر؟
4- بعد أن تفرغ ما في جعبته من أفكار حدثه عن فكرة الكاريكاتير والموضوع الذي يُعبِّر عنه.



-         حدث اليوم من حولي:

عليه أن يخصص دفتر لمذكراته يدون فيه الأحداث المهمة التي تمر به وتعليقه عليها مثلاً "رأيت في التلفاز صبيًّا مصابًا؛ وذلك بسبب.. وشعرتُ بأني أريد فعل..، اليوم عاقبتني المدرسة لأني... وتمنيت لو....".

يمكن أن يساعده الأب والأم بكتابة التاريخ في كل صفحة ومعاونته على الكتابة يوميًّا لمدة 5 دقائق أو حتى استخدام الرسم عند صعوبة الكتابة في السن الصغير.

-         ماذا لو؟

لتكن كلعبة عائلية يخترع فيها كل منا سؤال ليجيب الآخرون على غرار "ماذا لو لم تكن هناك شرطة؟ ماذا لو كنا بغير ألسنة ؟.

وتهدف هذه اللعبة مع بساطتها إلى تنمية القدرة على التفكير والتحليل.



-         شكل توضيحي:


عرف طفلك على بعض المواضيع المهمة على الساحة من خلال الأشكال التوضيحية
فنطلب من الطفل مشاركة أحد الوالدين في قراءته ثم اسأله عما تعلمه من الشكل التوضيحى ورد فعله  ثم ساعده أن يعرض هذا الشكل التوضيحي على مدرسته وزملائه في المدرسة.

- (من سن 10 - 14):

* الشطرنج
* لعبة معارك السفن (battle ship)
* الأفلام التاريخية
* الأفلام الوثائقية الشيقة والمهمة
* النقاشات الموجهة

افتحا مع طفلكما موضوعًا ما وناقشاه فيه تبغيان بذلك أن يتعلم أمرًا ما أو أن ترسخان عنده مبدأ ما، واستخدما الأسئلة والأمثلة، والفرق بين النقاش الموجه والنقاش الحر أن الموجه يكون لنا فيه هدف ثابت نبغي الوصول له بكل وسائل الإقناع الممكنة، بينما الحر نتوصل فيه معًا بهدف الثراء في المعلومات وتبادل وجهات النظر والوصول للأصوب.

-         مجلات ثقافية وإسلامية وعلمية:
يجب على الأسرة تشجيع طفلها على مطالعة المجلات المفيدة مثل مجلة الفاتح http://www.al-fateh.net/
والناشيونال جيوجرافيك (العلمية)

-         الندوات والمحاضرات: 
 اصطحابه لحضورها في معرض الكتاب والنقابات والمراكز الثقافية وغيرها.
 - المراسلة:
نعلمه كيف يراسل الصحف والجهات المختلفة للتعبير عن رأيه وتعليمه كيف يفعل ذلك خطوةً بخطوة، والبداية بأن يعتاد مناصحة أصدقائه والقريبين منه في كلمات بسيطة ومعبرة.
 - رحلة إلى النقابة:
وهدفها تعريفه بدور النقابة التضامني والسياسي، فضلاً عن دورها الاجتماعي، وأصل فكرة النقابات المهنية، والمهام المكلفة بها، وواقعها الحالي.
 - مصطلحات لا بد منها:
إذا تعدَّى طفلك العاشرة فكن واثقًا أنه يستطيع استيعاب مصطلحات قد نراها كبيرة مثل البرلمان- الشورى- العلمانية- الانتخابات- الرأسمالية- الاشتراكية- الربا- الصهيونية- العمالة- التطبيع المعاهدات- الهدنة.. وغيرها.

ونتناول ذلك بالمناقشات أو المسابقات أو الشرح المباشر أو أن نطلب منه عمل بحث عنها مقابل هدية يريدها
 - وكذلك ما وظيفة..؟
ناظر المدرسة- رئيس الدولة- رئيس مجلس الوزراء- رئيس مجلس الشعب، وممكن أن نعرفه مباشرةً هذه الوظائف ومهامها وسؤاله عنها فيما بعد عن طريق مسابقات ترفيهية، أو أطلب منه البحث عنها عن طريق الإنترنت أو السؤال المباشر لصاحب الوظيفة، مع الحرص أن يتم ذلك بطريقة مسلية لا تجعلها كأنها واجب ممل.

وربما ندرك الآن أن إعدادنا لجيل يعي حاضره ويعرف ماضيه ويخطط لمستقبله، يحتاج منا أولاً أن نسبقهم نحن لذلك أو نجتهد حتى نصل معهم إليه، وقد يكلفنا الأمر الكثير من الجهد والوقت إلا أن النتائج- بفضل الله- لن تبهرك وحدك، ولكنها قد تغير واقع الأمة أو الأرض كلها.

إخوان أون لاين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق