[13-04-2013]
كتب- أحمد مرسي:
صار
د. فريد عبد الخالق كما قيل حجة علي كل شاب يتكاسل في طلب العلم فقد عاش
الرجل ومات طالبا للعلم حتى حصل على الدكتوراه ليكون إحدى العجائب العلمية
والأكاديمية وتمنحه كلية الحقوق بجامعة القاهرة وقد بلغ الرابعة والتسعين
من عمره درجة الدكتوراه بتقدير امتياز عن رسالته "الاحتساب على ذوي الجاه
والسلطان" وطبعها على نفقة الجامعة وتبادلها في النشرات العلمية مع
الجامعات الأخرى، محققًا رقمًا قياسيًّا جديدًا في موسوعة "جينيس" لأكبر
باحث يحصل على الدكتوراه في العالم.
وكما قال عنه الراحل د.جابر قميحة "والدكتور عبد
الخالق في مسيرته الطويلة وحرصه على الحصول على درجة الدكتوراه في موضوعه
النبيل يقدم لنا عطاءً ثرارًا ينفعنا في ديننا ودنيانا، ومنه الصبر على ما
يلقاه الإنسان- وخصوصًا الداعية- من مصاعب ومتاعب ومشاق في حياته، فـ"الصبر
ضياء"، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تلك كانت القيمة الكبرى التي يمثلها راحلنا
الكريم الذي شيعه الالاف من محبيه وتلاميذه اليوم وذلك كان المثل الذي
يضربه لكل العاملين في طلب العلم او الدعوة إلى الله.
وقد نعت جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد فريد عبد الخالق من خلال
صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)،
قائلة :
إن الدكتور فريد عبد الخالق قد تربى على يديه وعلى مؤلفاته الأجيال،
سائلين الله تعالى أن يتقبل جهاده، وأن يحشره في الصالحين مع النبيين
والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
ولد الفقيد الراحل في مدينة فاقوس بمحافظة
الشرقية في الثلاثين من نوفمبر لعام 1915 م و انتقل بعد ذلك مع عائلته إلي
مدينة القاهرة و أكمل دراسته في معهد التربية العالي وتخرج منه عام 1936م، و
جمع في دراسته العليا بين القانون والشريعة ، والعلوم والرياضيات.
وكان خطيبًا وشاعرًا وباحثًا ومفكرً، وبعد تخرجه
عمل مديرا عاما لدار الكتب المصرية ودار الوثائق القومية في السبعينيات ثم
وكيلا لوزارة الثقافة لشئونهم.
ويعد د. فريد عبد الخالق واحدا من الرعيل الأول
للإخوان المسلمين، حيث كان عضوا في الهيئة التاسيسية للاخوان المسلمين وكان
له دور كبير فى تاريخ الجماعة، واتُهم واعتقل أكثر من مرة بمحاولة قلب
نظام الحكم قبل ثورة يوليو وبعدها .
تعرف علي الجماعة بعدما سمع الإمام "البنا" في
احتفال إسلامي بمدينة إيتاي البارود بمحافظة البحيرة عندما كان في زيارة
لصهره ا "صلاح شادي".
و يصف الراحل ذلك بقوله:
أنه منذ سمع الإمام
"البنا" في هذه الاحتفالية، وقد تغير وجدانه وانقلب تفكيره حيث وجد ضالته
في جماعة قربت المسافات بين الالتزام الديني والواجب السياسي ، وفي رجل
يقودها له طريقته التي تميزه عن مشايخ وعلماء الدين، رغم أنه أحدهم ، كما
كان له أسلوبه السياسي المميز والخلاب ، الذي اختلف اختلافًا شاملاً عن
كلام رجال الأحزاب والسياسة الذين تجمعهم المصالح وتفرقهم الواجبات ".
وســط الإخـــوان
كان الراحل أحد القيادات التى اختارت المرشد
الثاني للجماعة المستشار حسن الهضيبي عام 1951، وهو أحد الذين تفاوضوا مع
جمال عبد الناصر قبل وبعد قيام ثورة يوليو عام 52.
ويعد أحد الشخصيات
الهامة التي عاصرت وعايشت ثورة يوليو في مهدها، ثم اكتوت بنارها بعد ذلك.
اعتقل الراحل اكثر من مرة فقد اعتقل بعد مقتل
الخازندار بتهمة أنه كان المسئول عن قسم الطلبة وأن من قام بهذا الحادث بعض
الطلبة غير أنه أفرج عنه بعد فترة لعدم ثبوت التهمة عليه، وأيضا وبعد حل
الجماعة في 8 ديسمبر من عام 1948م تم اعتقاله هو وكثير من الإخوان وتعرض
للتعذيب على يد زبانية إبراهيم عبدالهادي –رئيس الوزراء آنذاك- والذي سمى
عصره بالعسكري الأسود، ولم يخرج إلا بعد أن أقال الملك إبراهيم عبدالهادي.
وبعد قرار حلِّ الجماعة الذي أصدره قادة الثورة
أوائل عام 1954م اعتُقل في يناير عام1954 مع جميع قيادات الإخوان، ثم أُفرج
عنه في مارس، ثم اعتُقل مرةً أخرى في أكتوبر عام 1954م بعد حادث المنشية
الذي وقع في 26 أكتوبر 1954م، وحُكم عليه بالسجن عشر سنوات في القضية التي
اتُّهم فيها الإخوان المسلمون بمحاولة قلب نظام الحكم واغتيال جمال عبد
الناصر، ثم أُفرج عنه عام 1958م بسبب ظروفه الصحية.
وللفقيد الراحل كثير من المؤلفات الموجودة فى
المكتبات
ويعتبر أول نتاجه العلمي بحث قيم بعنوان: أساسيات في موضوع
"الإسلام والحضارة"،
وألقي في "الندوة العالمية للشباب الإسلامي" بالرياض
عام 1979م،
وبحث بعنوان "الإخوان المسلمون.. فكرة وحركة" ،
ثم "الإخوان
المسلمون في ميزان الحق" كتاب صدر له عام 1987م،
وتلاه "مأساة المسلمين في
البوسنة والهرسك" ملحمة شعرية عام 1993م،
وتبعه "ديوان المقاومة" تقديم
فهمي هويدي عام 2003م،
ثم "تأملات في الدين والحياة" عام 2003م،
وأخيرًا
"في الفقه السياسي الإسلامي" عام 2007م.
قدم الدكتور رسالة الدكتوراه وكان موضوعها :
"الاحتساب على ذوى الجاه والسلطان" وحصل عليها وعمره تجاوز 94 عاما، ولقد وصفها بقوله:
أعترف بأن الرسالة أخذت وقتًا طويلا، ربما بسبب
اعتقالي لعدّة مرات، فضلا عن وجودي خارج مصر لفترات طويلة، لكن ما أودّ أن
أقوله، إنه منذ اليوم الأول الذي بدأت فيه العمل بتلك الرسالة وأنا شَـغوف
لأن انتهي منها، بسبب أهميّـتها الشديدة جدا هذه الأيام ولمعرفتي بأن
المجتمع في أشدّ الحاجة لموضوعها، فكل القوى الموجودة في المجتمع باختلاف
اتِّـجاهاتها الفكرية، يسارية ويمينية وإسلامية وحتى الليبرالية.
المصدر / إخوان أون لاين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق