الجمعة، 25 يناير 2013

الـاسـتـشـفــاء بـالـاسـتـغـفـــار


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله

يقول الله تعالى على لسان هود عليه السلام :

{ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ}
[هود: 50-52]

تأمل قول الله تعالى ويزيدكم قوة إلى قوتكم وهنا فائدة لطيفة بين الاستغفار وزيادة القوة بكل ماتحمل معانيها من قوة

، فعن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله :
( ويزدكم قوة إلى قوتكم ) ، قال : شدة إلى شدتكم

قال ابن زيد في قوله : ( ويزدكم قوة إلى قوتكم ) ،
 قال : جعل لهم قوة ، فلو أنهم أطاعوه زادهم قوة إلى قوتهم .
 وذكر لنا أنه إنما قيل لهم : ( ويزدكم قوة إلى قوتكم ) ، قال : إنه قد كان انقطع النسل عنهم سنين ، فقال هود لهم : إن آمنتم بالله أحيا الله بلادكم ورزقكم المال والولد ، لأن ذلك من القوة .
 تفسير الطبري

يقول ابن كثير في تفسيره :
يقول تعالى : ولقد أرسلنا ( إلى عاد أخاهم هودا ) آمرا لهم بعبادة الله وحده لا شريك له ، ناهيا لهم عن عبادة الأوثان التي افتروها واختلقوا لها أسماء الآلهة ،

 وأخبرهم أنه لا يريد منهم أجرة على هذا النصح والبلاغ من الله ، إنما يبغي ثوابه على ذلك وأجره من الله الذي فطره ( أفلا تعقلون ) من يدعوكم إلى ما يصلحكم في الدنيا والآخرة من غير أجرة .

ثم أمرهم بالاستغفار الذي فيه تكفير الذنوب السالفة ، وبالتوبة عما يستقبلون من الأعمال السابقة
ومن اتصف بهذه الصفة يسر الله عليه رزقه ، وسهل عليه أمره وحفظ عليه شأنه وقوته ; ولهذا قال : ( يرسل السماء عليكم مدرارا ) [ نوح : 11 ] ، 


و كما جاء  وفي الحديث :
" من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب . ابن كثير


فالاستغفار يزيد من قوة الأبدان ولكن يشرط فيه استغفار بتوبة لااستغفار بلسان










أقوال السلف في الاستشفاء بالاستغفار


عن سفيان الثوري قال:
قال الربيع بن خيثم: داء البدن الذنوب ودواؤها الاستغفار وشفاؤها ألا تذنب في الدنيا

قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم:
 ( قال الحسن: أكثروا من الاستغفار في بيوتكم وعلي موائدكم وفي طرقكم وفي أسواقكم وفي مجالسكم وأينما كنتم، فإنكم ما تدرون متي تنزل المغفرة. 


وقالت عائشة رضي الله عنها: طوبي لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا. 


قال أبوالمنهال: ما جاور عبد في قبره من جار أحب إليه من استغفار كثير، وبالجملة فدواء الذنوب الاستغفار، 


وروينا من حديث أبي ذر مرفوعا:
إن لكل داء دواء إن دواء الذنوب الاستغفار.


 قال قتادة: إن هذا القرآن يدلكم علي دائكم ودوائكم، فأما داؤكم فالذنوب، وأما دواؤكم فالاستغفار. 


وقال بعضهم: إنما معول المذنبين البكاء والاستغفار، فمن أهمته ذنوبه أكثر لها من الاستغفار.




م ن ق و ل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق