السبت، 2 فبراير 2013

ســـــــوريــــة حـــــــــرة


رشـقـــوا شـمــس وطــنـي بالـرصاص فأمـطـــرت سـمـــاؤه دمــاً
أنين بصوت مرتفع من قلب يتقطع على شامِهِ

إذا جف نهر الحياة ففي أراضيكِ يا شام ما لم يجفْ .. شعاب الدماء و وديان حزنٍ و طفلٌ بلا أسرةٍ يرتجفْ .. إنها سوريا تُقصف، تُذبح، تُشرد، تُسجن، تُقمع، وتنزفْ ..

 لن أكتب الأشعار فالأشعار تكتبني .. و لن أنقل لكم الأخبار لإنني سكنت نشرات الأخبار بيدي .. 
أردت الصمت كي أحيا، ولكن الذي ألقاه ينطقني .. ولا ألقى سوى حزنٍ، على قهرٍ، على ألمٍ .. هل أكتب أنني لا أزال حية أرزق و أنا ممتدة على كفني؟ .. أم أكتب أنني حرة، و حتى الحرف يرفس بالعبودية؟ 
لقد شيّعت فاتنة، تسمى في بلاد العرب تخريبا،
وإرهابا و طعنا في القوانين الإلهية .. لكن اسمها و الله في الأصل حرية .. حرية هتفتُ بها بأعلى صوتي بالكثير من الجمعات .. في جمعة التغيير .. جمعة التحرير .. جمعة التفكير و التكفير و حتى التكسير .. جمعة المحروم .. جمعة المظلوم .. جمعة المهزوم و المعدوم .. فانهالت عليّ الإصلاحات .. و لتهنأ يا شعبي بهذه الحريات ! .. فشبّيحتنا و تجار المخدرات غدوا للوطن الغالي حُماة ! .. والشريف المُطالب بحقه غدا مُتآمرا، يقبض الريالات و الدولارات و الشيكلات ! .. 
أما قائدنا فهو حكيم عظيم مؤمن مقِداد حتى ولو كان من أجنى الجُناة ! .. قصف مدننا بالدبابات و المدفعيات .. و جولاننا قدمه هدية لليهود لا جبناً و لكن نزولا عند الرغبات ! .. فأبشر أيها الشعب العظيم ! قيادتك الحكيمة تجيد حل الأزمات ! .. وللخروج من المأزق تتبع أجدى الخطوات ! ..
 فاهنإي يا سوريا بهذه الحريات ! .. فشهداؤك يرتقون لسابع السموات .. و إن لم يرتقوا بعد، فهم تحت الأقبية بين معذب و جائع و بردان ومغتصَبات .. نزعوا الحجاب عن (النسوان) .. دنسوا المساجد و القرآن .. قصفوا المآذن و منعوا الآذان .. دمعة في العين ترفض أن تنزلق على خد الزمان .. و حرقة في القلب على أخي الانسان .. و غرغرة في الحلق تعجبا من خذلان بني الإنسان .. و لوعة في الروح على فقد الشهيد .. و دعاء من القلب لكل يتيم و ثكلى و أرملة في رحاب الأوطان .......


من يعيد البسمة والأمان لأطفال سوريا ؟!
بكل شبر من أرضك يا سوريا هناك جزء من روحي ...
هناك ببقعة طاهرة روّضت نهرا متمردا اسمه العاصي .. على قلعتها و بين نواعيرها التي تدور منذ ثلاثة آلاف عام و لسان حالها يقول : على الباغي تدور الدوائر .. حماة حبيبتي كلما اشتقت لأهل الجنة اتذكر وجوه أهلك ....
ليس بعيدا عنك، هناك حيث يرقد بن الوليد .. عدية، عصية، شامخة، أبية، مرتفعة الرأس، طول قامتها بعدد من ارتقوا فداء لله و الوطن .. آه يا حمص دار سلام أقول لك أم دار حرب غدوتِ ؟ ماذا أقـــول أيــا حـمص بشكوتي ؟ ..هل تجيبيني إن أخبرتك يا أم الحجارة عن تمزقي عليكِ ؟ .. بشهر كهذا كل اختار في الــغـرام محبوبه و ستظلين يا حـمـص فـي الغرام حبيبتي .. صبرا يا من كانت تضحكني و غدت تبكيني
..



يا من أصبحت جرحا يؤلمني .. صبرا فغدا سنزفك للحرية عروسا و إن جئتك مهنئة فاحضُنيني ....
أما جرحي الآخر .. حيث بات كل شبر بوطني جرحا ! .. أُم الزيتون إدلب يا خضراء .. أم عساني أقول أُم الشهداء إدلب يا حمراء .. يا من أذقتِ الناس شهدا يقطر من الأفواه بتينك .. يا صدرا أخضرا بــ لوز و توت شامي .. جنة للناظرين أسميكِ أم مقبرة للظالمين أصبحتِ ....
أما من سموا تربتك يا درعا بالحمراء الخصبة الصالحة للزراعة ؟ فأرد عليهم هي حمراء بدماء زكية طاهرة .. خصبة تنجب الأبطال على مر الزمان .. و ستضل صالحة عابدة و لله وحده راكعة .....
سيظل قلبي متعلق بعروس البحر اللاذقية و بــ جبلة القسام الأبية و عقلي مفتون بنخوة ديرية فراتية و عيني على فزعة حلبية تجعل من ارضها للعدو مقبرة ابدية ....
أما ختامي فمن هنا من غوطة الرسول و شامته .. دمشق خير مدائن الشام يوم الملاحم .. آه يا طفلة قاسيون المدللة لمن أبكيكِ ؟ لمن أشكو همك يا فيحاء بعد أن أخذ السفلة حصتهم من براءتك، من عفتك، و عذريتك؟ .. حتى باتت هذه مهنة من يعشقك و من يغتصبك .. ما يواسيني يامهجة قلبي أنك لا تعبئين باثنين : جلاديكِ و ضحاياكِ .. تؤرشفيهم فسيفساء على جدرانك أو أخباراً على صفحات كتبك .. صبرا يا أم بردى فلا خوفَ على شجرك و ياسمينك ما دامت سُحُبك تمطر .. 

 صبرا يا من جعلت هولاكو يُسلم بعد أن دمّر بغداد ..
 صبرا يا دمشق ففيك طاب صلاح الدين موتا بعد ان حرر القدس و منك انطلقت روح بلال للقاء أحبته ..
 صبرا يا حبيبتي أنسيت أن يوحنا المعمدان و جعفر البرمكي قدموا رؤوسهم كي ترضي ؟ 
ستضلين يا شامتي مغناج كل المدن و عكاز تاريخ لخليفة هرم ....



بلهجة شامية سأختم:

 " في الأسد و في شبيحتو و في دول كبرى و مصالحها و في شعب سوري مظلوم عم ينذبح كل يوم و في عالم عم تتفرج .. بس في الله فوق الجميع و هو صاحب الكلمة الفاصلة "

لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين.. 

اللهم انا مغلوبون فانتصر


  نقلا عن منتديات شبكة الإقلاع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق