الخميس، 15 ديسمبر 2011

فى ذكراهم لا ننساهم ... الشيخ الضرير الساجد : عبد الحميد كشك رحمه الله..

عبد الحميد كشك (10 مارس 1933م - 6 ديسمبر 1996م الموافق 
القرن العشرين في العالم العربي والإسلامي. له أكثر من 2000
خطبة مسجلة. خطب مدة أربعين سنة دون أن يخطأ مرة واحدة في
اللغة العربية ..
تعرض للاعتقال عام 1966 مع الإخوان المسلمين في عهد الرئيس
جمال عبدالناصر. سجن بسجن القلعة ثم نقل بعد إلى سجن طرة
وأُطلق سراحه عام 1968. وقد تعرض لتعذيب وحشي في هذه
الأثناء.
اعتُقل في عام 1981م وتم منعه نهائياً من الدعوة والخطابة وكان
هجوم السادات عليه في خطاب 5 سبتمبر 1981م هجوماً مراً، كما
 كان الهجوم البذيء- كذلك – على كبار الدعاة كالمرحوم عمر
التلمساني ، والداعية الكبير الشيخ أحمد المحلاوي، وقد لقي
الداعية الكبير خلال هذه الإعتقالات عذاباً رهيباً ترك آثاره على كل
جسده. وكان كما قال مرافقوه داخل السجون مثالاً للصبر والثبات
والاحتساب واليقين.
كان الداعية الأول الذي كسر حاجز الخوف عند الدعاة والمدعويين
خاصة في فترات إعادة الحركة الإسلامية لنشاطها في بداية
السبعينيات.
ترك الداعية الكبير الراحل 108 كتب تناول كافة مناهج العمل
والتربية الإسلامية، وكان في كل هذه الكتابات ميسراً لعلوم القرآن
والسنة ، مراعياً لمصالح الناس وفِقهِ واقعهم بذكاء وعمق وبصيرة .
كما توج جهوده العلمية بمؤلفه الضخم في عشرة مجلدات "في
رحاب التفسير" الذي قام فيه بتفسير القرآن الكريم كاملاً ، وهو أول
 تفسير يعرض للجوانب الدعوية في القرآن الكريم . ويُمثل ضلعاً ثالثاً
إلى جانب "في ظلال القرآن" للشهيد سيد قطب ، و"الأساس"
لسعيد حوى.
يكاد يكون الداعية الوحيد الذي ظل يخطب أربعين عاماً ، ما أخطأ
مرة واحدةً في اللغة العربية ، و كان أحد الثقاة المعدودين في علوم
الحديث فقد كان رحمة الله عليه يُفتي في مسائل الميراث شفوياً –
وكان يحُل أعتى مشكلات الفقه والأصول وكأنه يسكب ماءً زلالاً.
حسن الختام
كان الشيخ رحمه الله كثيرا ما يدعو الله في خطبه ان يتوفاه ساجدا وهو يصلي وفي ليلة جمعة يوم
خميس في عام 1996 جمع الشيخ أبنائه وأخذ يسدي إليهم النصائح والوصايا ثم سألهم قائلا في أي
سن مات النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا على لسان أحدهم في سن الثالثة والستين فقال
الحمد لله أني أتممتهم الليلة.
ثم نام الشيخ واستيقظ في صباح يوم الجمعة واستدعى زوجته وقال لها سوف أقص عليك رؤيا رأيتها
الليلة
فقالت : قل
فقال لها : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وسلمت على
النبي وقال لي النبي سلم على عمر فسلمت عليه وبينما أنا هكذا حتى سقطت بينهما ميتا
وغسلني النبي بيده الشريفة
فقالت له : ولما تقصها علي وقد علمتنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما معناه إذا رأى
 أحدكم رؤيا يكرهها فلا يقصها على أحد فانها لا تضره.
فقال لها : ومن قال لك أني أكرهها ليتها تكون.
ثم دخل الشيخ فاغتسل غسل الجمعة وخرج من حمامه على غير
عادته مسرعاً وركن إلى صلاة كان يصليها في الضحى قبل ذهابه
 للصلاة ، فصلى ركعته الأولى وتوفاه الله وهو ساجد في الركعة
الثانيه، متوضئاً مصلياً ساجداً .. وبقدر ما كان الحزن يعتصر
المعزّين .. بقدر ما كانت سعادة الكثير منهم بهذه الخاتمة الطيبة
الحسنة .. فالمرء يُبعث على ما مات عليه ، لذلك فإن الداعية
 الشهير الشيخ محمد حسان عندما حضر إلى العزاء ليلة
الوفاة ..قال لأبنائه : لم آت مُعزياً .. وإنما أتيت مهنئاً .. وحق لكم أن 
ترفعوا رؤوسكم لأنكم أبناء المجاهد الطاهر عبد الحميد كشك .
فرحم الله الشيخ رحمة واسعة فما أحوجنا اليوم إلى مثله العلماء الربانيين المخلصين الذين وهبوا نفسهم لله فبلغهم الله حسن الجزاء.
...........................................................
من أقواله عن الإمام البنا والإخوان
كتب الداعية الشهير الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله:
 الإمام الشهيد حسن البنا هو الداعية الذي بعث الأمل في قلوب اليائسين، وقاد سفينة العالم الحائر في خضمِّ المحيط إلى طريق الله رب العالمين.
هو الرجل الذي كان يقول لأتباعه:
 "كونوا مع الناس كالشجر؛ يرمونه بالحجر فيرميهم بالثمر"!.
عرفتُه من كتاباته، وعرفتُه من مريديه ومحبِّيه، وعرفتُه من آثاره الطيبة وأعماله المجيدة، عرفتُه داعيةً


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق