وأن موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلى آنذاك أمر بنحت صخرة ضخمة من جبل موسى المقدس لإضفاء نوع من القدسية على النصب المنحوت على ثلاث واجهات :
الأولى على شكل امرأة عربية تحمل طفلها وتهرول ناحية البحر تعبيرا عن الخوف من الصهاينة ،
والوجهة الثانية على شكل خريطة سيناء منكسة ،
والثالثة على شكل خريطة فلسطين كما يراها الإسرائيليون كوطن لهم ..
وقد تم حفر أسماء الطيارين الإسرائيليين على الصخرة باللغة العبرية، وثبتت فى أعلى مكان بالشيخ زويد ليراها جميع أهالى سيناء.
اختار ديان المكان الذى أقيم فيه
النصب التذكارى
.. فهو المكان نفسه الذى شهد مذبحة مروعة للأسرى المصريين
.. كما أن ارتفاع المكان عن سطح البحر جعل النصب التذكارى على مرمى البصر من الجميع،
وكان يقصد بذلك أن يظهر أن القتلى الإسرائيليين أغلى من الشهداء المصريين ..
والدليل على ذلك أن إسرائيل أقامت لقتلاها نصبا تذكاريا يخلد ذكراهم ويحمل أسماءهم حتى اليوم ..
بينما لا يجد الشهداء المصريون الذين سقطوا فى هذا المكان من يقرأ عليهم الفاتحة.
والإيحاء الآخر الذى تمثله الصخرة التى سميت باسم :
"صخرة ديان" يتمثل فى ضخامتها وارتفاعها لتوحى بالهزيمة والانكسار.
المثير أن هذه الصخرة تحولت بعد ذلك إلى حائط مبكى جديد يحج إليه الإسرائيليون كل عام
ليذرفوا دموع التماسيح على قتلاهم
وليتحول الأمر إلى مسمار جحا جديد على أرض مصر، يضاف إلى "أبو حصيرة" والمعبد اليهودى وغيرهما من الأماكن العبرية على الأراضى المصرية.
الأخطر من ذلك أن النصب تحول إلى مزار سياحى للمصريين ويحرصون على زيارته عند ذهابهم إلى سيناء،
ويلتقطون الصور التذكارية بجواره، ومن خلف هذه الصور تبدو النقوش العبرية لـ11 إسرائيليا.
|
المجاهد إسماعيل خطابى |
ومن المفارقات العجيبة أن صخرة ديان مقامة على أرض مملوكة لأحد أهم رموز المقاومة الشعبية فى العريش، وهو المجاهد إسماعيل خطابى.
وحينما أقيم النصب.. اعترض المجاهد إسماعيل خطابى على إقامته على أرضه، وتقدم بعدة شكاوى إلى جهات دولية..
منها الصليب الأحمر الدولى.. حيث طالب فيها بحقه وتمسكه بأرضه.
وبعد انتصار 6 أكتوبر 1973 توقع خطابى أن تعود أرضه إليه وإزالة صخرة ديان رمز الإهانة،
ولكن شيئا من هذا لم يحدث فرفع عدة دعاوى قضائية ضد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزيرى الدفاع والداخلية ومحافظ شمال سيناء ورئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة الشيخ زويد ويطالبهم بهدم النصب..
وعلى الرغم من كل هذا.. لا تزال الصخرة قائمة فى مكانها.. لتتحدى الجميع، ولسان حالها يقول لأهالى سيناء:
تذكروا أيام الاحتلال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق